رئـيـسـة جـمـعــيـة
عندما فقدت والدها وهي في سنَتِها الثالثة من العُمر، تمّ على الفور ترتيبُ تعاون عائلي و اجتماعي لمساعدة والدتها كأرملة شابة تحمل على عاتقها طفلتين. من هذه التجربة المؤسِّسة، استلهمت عـائـشـة لـحـمـامـديــة، المعروفة أكثر باسم زوجها الــشــنـــا الإحساس القوي بالتضامن. تميزت طفولتها أيضا بشجاعة والدتها: "في الوقت الذي كانوا يريدون أن أغادر المدرسة في سن الإثنى عشر، فإن والدتي، التي تزوجتْ من جديد بأحد النبلاء، أرسلتْني إلى خالتي لمواصلة دراستي".
في سن السادسة عشر من العُمر، بدأت مشوارها ككاتبة طبية-اجتماعية بمصلحة المصابين بداء الجذام، ثمّ بالمصابين بمرض السل قبل الحصول على دبلوم ممرضة. بالموازاة مع ذلك، عملت كمتطوعة بعصبة حماية الطفولة والتربية الصحية. تطورت لديها عاطفة شديدة اتجاه من يُسمونهم بــ "ولد الحرام"، "أطفال الخطيئة"، والأمهات العازبات المتخلى عنهن.
في منتصف الستينيات، انضمت إلى عصبة التنظيم الأسري و سنة 1985 أنشأت جمعية التضامن النسوي التي تحتضن الأمهات العازبات أو في وضعية صعبة وتقدم لهم التكوين : "يتعلق الأمر بجعل هؤلاء الشابات مستقلات للحد من إهمال الأطفال". منذ أكثر من ثلاثين سنة، و هي تعمل لخدمة هذه القضية في غاية الحساسية. "أعيد إلى المجتمع ما منحني إياه"، تحب أن تقول بكل تواضع هذه الأيقونة المغربية في العمل الإجتماعي و الإنساني، و تواصل : "كثيرا ما أُسأل من أين أستمدّ طاقتي؟ أحب التحدث إلى الناس".
الناشطة المتحمسة كانت دائما تمتلك موهبة الكلام، تلك الكلمة التي تقنع و تخفف الجراح. حصلت عـائـشـة لـحـمـامـديــة على العديد من الجوائز الوطنية والدولية تقديرا للجهود التي تبذُلها عن طريق جمعيتها.
لم تتمكّن الهجمات
المتوالية من رجال الدين من تيارات متطرفة ومحافِظة من إجبارها على التخلي عن المعركة.
عندما تعلق الأمر، سنة 2000، بتسليم السلاح، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس
بتشجيعها على المواصلة. "سلّمتُ أمري لله"، قالت، كما فعلت عندما علمت
بإصابتها بمرض السرطان، وهي التجربة التي تجاوزتها.